سجلت مؤسسة طنجة الكبرى للعمل التربوي، الثقافي، الاجتماعي والرياضي، حضورها بقوة يوم الأربعاء 12 أكتوبر 2025 بقصر الثقافة والفنون، في أشغال اللقاءات التشاركية الخاصة ببرنامج التنمية الترابية المندمج لعمالة طنجة أصيلة، تنفيذاً
للتوجيهات الملكية السامية الواردة في خطاب العرش ليوم 29 يوليوز 2025، الهادفة إلى بلورة جيل جديد من البرامج الترابية ذات الأثر المباشر على المواطن، واعتماد مقاربة تشاركية واسعة في تحديد الأولويات التنموية.
وقد تميزت المؤسسة بحضورها القوي والفعال من خلال مشاركتها في جميع الورشات الموضوعاتية، بمساهمات غنية تعكس مسؤوليتها المدنية ودورها في دعم الرؤية الملكية السامية.
ففي الورشة الأولى المتعلقة بـ”إنعاش التشغيل”، شارك رئيس المؤسسة، السيد عبد الواحد بولعيش، حيث قدم مداخلة استراتيجية رفيعة المستوى تناولت إعادة هندسة منظومة التشغيل الترابي، وضرورة تطوير آليات الإدماج الاقتصادي للشباب عبر تعزيز المهارات الرقمية والاقتصاد الاجتماعي، إضافة إلى طرح مقترحات عملية لإحداث فرص جديدة ذات مردودية مستدامة.
أما الورشة الثانية الخاصة بـ”التربية والتكوين”، فقد شاركت فيها المديرة البيداغوجية للمؤسسة، الآنسة بثينة ناس احساين، التي قدّمت مداخلة وازنة ذات مستوى عالٍ ركزت على تجويد التعلمات، وتكافؤ الفرص، وإرساء مراكز دعم تربوي للقرب داخل الأحياء الهشة، مع تعزيز مكانة اللغات، والمهارات الرقمية، والتكوين المستمر. كما شددت على أهمية إدماج التربية القيَمية والصحة النفسية داخل المسار التربوي لتحقيق تنمية بشرية شاملة.
وفي الورشة الثالثة المتعلقة بـ”الخدمات الصحية”، شارك المدير العام للمؤسسة، السيد مراد بن كيران، الذي أدلى بمداخلة تقنية تناولت ضرورة تعزيز خدمات الرعاية الأساسية، وتوسيع برامج الوقاية الصحية، ودعم البنيات الصحية الجهوية، مع التركيز على تعزيز الصحة المدرسية كحلقة محورية في الارتقاء بالخدمات الصحية الموجهة للطفولة والشباب.
وبخصوص الورشة الرابعة المتعلقة بـ”الإدارة الاستباقية والمستدامة للموارد المائية”، فقد شارك فيها الكاتب العام للمؤسسة، السيد محمد وهبي العروسي، الذي قدم توصيات مهمة حول الحكامة المائية، وترشيد الاستعمال، وتثمين الموارد، وضرورة اعتماد حلول مبتكرة وآليات رقمية لضمان توزيع عادل ومستدام للماء، باعتباره رافعة استراتيجية للتنمية.
أما الورشة الخامسة الخاصة بـ”التأهيل الترابي المندمج”، فقد شارك فيها مدير العلاقات العامة والاتصال بالمؤسسة، السيد حمزة الوكولي، حيث قدم مداخلة حول أهمية تعزيز العدالة المجالية، وتطوير البنيات الأساسية الترابية، وإرساء مناهج تشاركية في التخطيط الترابي، إضافة إلى التأكيد على دور التواصل الترابي الفعال في إنجاح المشاريع المندمجة.
وقد شكل هذا اللقاء محطة مهمة لتبادل الرؤى وتعميق النقاش حول مختلف الإشكالات التنموية، وإبراز الدور المحوري للمجتمع المدني في بلورة حلول واقعية وقابلة للتنزيل، تستجيب للانتظارات الملحّة لساكنة عمالة طنجة أصيلة.
وتؤكد مؤسسة طنجة الكبرى، من خلال مشاركتها النوعية في مختلف الورشات، التزامها الراسخ بالمساهمة في تحقيق تنمية ترابية متوازنة ومندمجة، وفق الرؤية الملكية السامية، واستعدادها الدائم للعمل جنباً إلى جنب مع مختلف الفاعلين لإنجاح هذا الورش الوطني الاستراتيجي.









