سلا / ابراهيم بورويحية
رغم موقعه المتميز وإمكاناته الطبيعية، يواجه كورنيش مدينة سلا وضعاً مقلقاً على مستوى السلامة العامة، حيث تحوّل إلى نقطة سوداء تؤرق الساكنة والزوار، وسط غياب تدابير الحماية الأساسية وضعف البنية التحتية.
ويعاني الكورنيش من اختلالات واضحة، أبرزها انعدام الحواجز الواقية على امتداد المنحدرات الصخرية، وغياب التشوير التحذيري، إلى جانب تهالك الأرصفة في بعض المقاطع، ما يجعل المرور بالمكان محفوفاً بالمخاطر، خاصة خلال فترات الازدحام.
ورغم التنبيهات المتكررة من طرف فعاليات المجتمع المدني والمواطنين، فإن التجاوب مع هذه المطالب لا يزال محتشماً، في ظل غياب رؤية واضحة لدى الجهات المسؤولة لتأهيل هذا الفضاء العمومي الحيوي وفق معايير السلامة المعمول بها في المدن الساحلية.
ويؤكد فاعلون محليون أن الكورنيش في وضعه الحالي لا يشكل فقط تهديداً لحياة المارة، بل يسيء أيضاً إلى صورة المدينة، التي تطمح إلى أن تكون وجهة سياحية ذات جاذبية حضرية. فالمكان، بدل أن يكون متنفساً آمناً للساكنة، أضحى عنواناً للتهميش وسوء التدبير.
ويطرح هذا الواقع أكثر من سؤال حول دور الجماعة والسلطات المحلية في ضمان شروط السلامة بالمرافق العمومية، خاصة أن تجارب مماثلة في مدن مغربية أخرى أثبتت إمكانية الجمع بين الجاذبية الجمالية ومتطلبات الأمن العام.
وفي انتظار تدخل فعلي يعيد الاعتبار لهذا الفضاء الساحلي، تبقى سلامة المواطنين على المحك، ويستمر الكورنيش في إرسال إشارات مقلقة حول واقع تدبير الفضاءات العمومية بمدينة سلا.