الملك محمد السادس يُدشّن أشغال إنجاز خط القطار فائق السرعة بين القنيطرة ومراكش

هيئة التحرير25 أبريل 2025آخر تحديث :
الملك محمد السادس يُدشّن أشغال إنجاز خط القطار فائق السرعة بين القنيطرة ومراكش

الرباط – عبدالحق الدرمامي

في خطوة استراتيجية تُجسد رؤية المغرب المستقبلية في مجال النقل والبنية التحتية، أشرف صاحب الجلالة الملك محمد السادس، مساء أمس الخميس 24 أبريل 2025، على تدشين أشغال إنجاز خط القطار فائق السريع TGVرابط بين مدينتي القنيطرة ومراكش، وذلك انطلاقاً من محطة الرباط أكدال. ويُعد هذا المشروع الطموح امتداداً طبيعياً لخط “البراق” الذي يربط حاليًا بين طنجة والقنيطرة، في إطار مخطط متكامل لجعل المملكة مركزًا لوجستيًا قارّيًا متقدمًا.

مشروع ضخم باستثمارات تتجاوز 53 مليار درهم

يتوقع أن تصل التكلفة الإجمالية لهذا المشروع الضخم إلى ما يفوق 53 مليار درهم، ويأتي ضمن الخطة الوطنية لتحديث وتوسيع شبكة السكك الحديدية بالمغرب. ويرتكز المشروع على شراكات متعددة الأطراف، أبرزها التعاون المغربي الفرنسي، إذ ستُورّد شركة “ألستوم” الفرنسية 18 قطارًا فائق السرعة، إلى جانب توفير خدمات الصيانة ونقل التكنولوجيا، مما يعكس الطابع الاستراتيجي للمشروع في دعم التصنيع المحلي.

توزيع أشغال الإنجاز على 11 شطرًا بمشاركة وطنية ودولية

تميز المشروع بتقسيمه إلى 11 شطرًا، ما فتح المجال أمام عدد من الشركات الوطنية والعالمية للمساهمة في إنجازه. من بين الشركات المغربية:

  • TGCC التي أشرفت على أشغال الشطر الرابع بين برشيد وسطات بكلفة 2.8 مليار درهم؛
  • STAM التي أنجزت الشطر الثالث (التفاف الدار البيضاء – برشيد) مقابل 2.4 مليار درهم؛
  • Jet Contractors التي تولت الشطر السادس الرابط بين بنجرير ومراكش النخيل بتكلفة بلغت 2.1 مليار درهم.

كما شهد المشروع مشاركة قوية من شركات صينية كبرى مثل “CREC 4” و”Shandong” و”China Gezhouba”، إضافة إلى شركة “GTR” الفرنسية التي أنجزت الشطر الثالث بكلفة 2.15 مليار درهم.

قفزة نوعية في النقل والتنمية

من المرتقب أن يُحدث المشروع تحولًا كبيرًا في حركة النقل بين شمال المملكة وجنوبها، حيث سيُساهم في تقليص زمن الرحلات، ورفع الطاقة الاستيعابية للركاب، وتقوية الربط بين المدن الكبرى والموانئ والمطارات. كما يُتوقع أن يوفر المشروع حوالي 300 ألف فرصة شغل، بشكل مباشر وغير مباشر، ويُسهم في تنشيط النسيج الاقتصادي والاجتماعي، خاصة في المدن والمناطق التي يعبرها المسار الجديد.

دلالة رمزية للتدشين الملكي

جاء تدشين جلالة الملك محمد السادس لهذا المشروع الطموح من محطة الرباط أكدال، التي سبق أن احتضنت انطلاقة مشروع “البراق”، ليؤكد مرة أخرى حرصه على مواكبة أوراش التحديث والابتكار، وترسيخ مكانة المغرب كفاعل محوري في تطوير النقل السككي بالقارة الإفريقية.

ويُعزز هذا المشروع طموح المملكة في تحقيق تنمية متوازنة وشاملة، قائمة على البنية التحتية الذكية والمستدامة، وفقًا للتوجيهات الملكية السامية.

توزاني بريس ستواصل متابعة تفاصيل الأشغال ومراحل التنفيذ الميدانية لهذا المشروع التاريخي الذي يُعد مفخرة وطنية واستثمارًا في المستقبل

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق