على بُعد مسافة قصيرة من مدينة القنيطرة (حوالي 10 كيلومترات) وما يقارب 30 كيلومترًا من العاصمة الرباط، تمتد محمية سيدي بوغابة كفضاء طبيعي استثنائي يجمع بين سحر المناظر وثراء التنوع البيولوجي، خاصة بطيوره المهاجرة التي تجعل منه مقصدًا محببًا للزوار والعائلات الباحثة عن لحظات صفاء في أحضان الطبيعة.
غير أن هذه اللوحة الطبيعية الفريدة بدأت تشهد بعض المظاهر السلبية التي تُعكر صفو الزوار وتمس بجمالية المكان، وذلك بفعل تصرفات فردية غير مسؤولة أحيانًا، تتمثل خصوصًا في سلوكيات لا تليق بحرمة الفضاءات الطبيعية، مثل تعاطي الكحول في الأماكن العمومية وأمام العائلات والأطفال، مما يؤثر سلبًا على جو الارتياح العام الذي يُفترض أن يسود هذا الموقع البيئي.
وقد عبر عدد من الزوار والعائلات التي اعتادت ارتياد المحمية عن قلقهم إزاء تكرار هذه المشاهد المؤسفة، مُطالبين بضرورة تعزيز الحضور الأمني واتخاذ إجراءات رادعة تحفظ لهذا الموقع الطبيعي مكانته وتحمي رواده من أي ممارسات قد تُسيء إلى روحه النقية.
إن محمية سيدي بوغابة ليست مجرد فضاء طبيعي يستقطب عشاق الطبيعة، بل هي أيضًا رصيد بيئي وسياحي ثمين، يستدعي حرصًا مضاعفًا من مختلف الجهات المعنية، سواء من حيث الصيانة البيئية أو من حيث توفير الأجواء الآمنة والراقية التي تليق بجميع الزوار.
وفي هذا السياق، يبقى الرهان اليوم معقودًا على تعزيز الجهود الأمنية لضمان احترام النظام العام وصون جمالية المكان، بما يعكس الصورة الحضارية لبلادنا ويكرس ثقافة المسؤولية الجماعية في التعامل مع فضاءاتنا الطبيعية