عبدالحق الدرمامي / جماعة لالة ميمونة
في صباح يحمل نَفَس الأمل ويعبق بروائح الأرض القروية، حلّ السيد عبد الحميد المزيد، عامل إقليم القنيطرة، بجماعة لالة ميمونة، ليس فقط كمسؤول يرعى مشاريع، بل كمن يصغي لنَسْغِ الانتظارات المزمنة التي طالما نبضت في قلوب الساكنة.
المشهد لم يكن عادياً. فهناك، وسط الأزقة الترابية والدواوير التي تعانق الغابة، انطلقت أشغال إصلاح الطرق الداخلية وتهيئة المسالك التي طالها النسيان لعقود. طرق لم تكن تعني فقط الإسفلت أو الحصى، بل كانت دائماً مرادفاً للكرامة، للوصول إلى المدرسة دون أوحال، وللحاملات إلى المستشفى دون رُعب العزلة، وللمزارعين نحو الأسواق بأقل قدر من المعاناة.
من الهامش… إلى قلب الاهتمام
في جو ساده الترحاب والعفوية، تفاعل السكان مع الزيارة التفقدية لعامل الإقليم، التي لم تُقرأ فقط كإجراء إداري، بل كاعتراف رمزي بمكانة جماعة ظلت لعقود على هامش العدسات الرسمية. رئيس الجماعة، المهندس إبراهيم الشويخ، عبّر عن امتنانه الصادق لهذا الدعم، مشيراً إلى أن ما يُنجز اليوم، هو لبنة في صرح تنمية ما تزال في بدايتها.
وإن كانت لغة الخطابات حاضرة، فإن لغة العيون كانت أصدق: نساء يتهامسن عن “طريق المدرسة”، فلاحون يبتسمون حين يشاركون صوراً ذهنية لمسالك جديدة، وشباب يتساءلون عمّا إذا كان هذا الضوء سيمتد إلى مشاريع تُعطيهم فرصة للبقاء لا للهجرة.
ما بعد التهيئة… انتظار التنمية الشاملة
الساكنة، برغم ترحيبها، تعلم أن الطرق وحدها لا تكفي. فالبنية التحتية هي المدخل، لكنها بحاجة إلى ما يغذيها: تعليم جيد، خدمات صحية لائقة، ومشاريع مدرة للدخل تعيد الاعتبار لكرامة المواطن القروي.
ومع ذلك، تظل هذه الخطوة، رغم رمزيتها، تحمل وعداً بالتغيير. وعداً بأن الجهات المسؤولة بدأت تسمع همسات الجبال والسهول، وتستجيب لما هو أعمق من مجرد طرقات… إنها تستجيب لحلم بالعدالة المجالية.
