عبدالحق الدرمامي / القنيطرة
وفى حكيم دومو، رئيس النادي القنيطري، بوعده حين دعا إلى مأدبة عشاء بمقر النادي في الملعب البلدي، هدف من خلالها إلى جمع شمل عائلة الكاك وفتح صفحة جديدة مع الرؤساء السابقين والمنخرطين وممثلي المجتمع المدني. المبادرة كانت تحمل في ظاهرها رسالة مصالحة وتعاون من أجل مستقبل الفريق، لكنها سرعان ما تحولت إلى علامة استفهام كبيرة بعد غياب جميع الرؤساء السابقين عن الموعد.
هذا الغياب الجماعي يعكس أزمة ثقة أعمق مما يظهر على السطح. دومو، الذي اعتاد على إطلاق وعود جريئة، نجح في وقت سابق في تحقيق الصعود إلى القسم الاحترافي الثاني، لكنه واجه العام الماضي خطر النزول إلى قسم الهواة رغم توفر الفريق على مدربين ولاعبين بمستوى عالٍ. تناقض يكشف هشاشة البنية الداخلية ويشير إلى أن المشكل لا يقتصر على الجانب التقني، بل يرتبط بتدبير العلاقات والموارد.
الدعوة لم تكن مجرد عشاء، بل محاولة واضحة لمد اليد إلى كل من مروا من موقع الرئاسة، في أفق البحث عن توافق يجذب المستثمرين ويعيد للنادي استقراره. فزمن كرة القدم الحديثة يقوم على الدعم المالي والشراكات لا على المبادرات الفردية فقط، وهو ما حاول دومو التعبير عنه من خلال هذه الخطوة.
غير أن مقاعد العشاء الفارغة من المسيرين السابقين كانت أبلغ رسالة: الانقسامات ما زالت عميقة، والحساسيات القديمة تحول دون بناء توافق حقيقي. وإذا كان هدف دومو هو إعادة الكاك إلى مصاف الكبار، فإن العقبة لن تكون داخل الملعب فقط، بل في مدى قدرته على إقناع محيطه بضرورة تجاوز الحسابات الضيقة.
ما حدث يفتح الباب أمام سؤال أكبر: هل يمكن للكاك أن يستعيد مكانته التاريخية في ظل استمرار القطيعة بين مكوناته؟ الجواب لن يكون في وعود الصعود وحدها، بل في القدرة على خلق حوار صريح ووضع مصلحة النادي فوق كل اعتبار.