شارع مولاي سليمان ببني مكادة… أزبالٌ تُنذر بأزمة بيئية أمام صمتٍ رسمي

هيئة التحرير11 يوليو 2025آخر تحديث :
شارع مولاي سليمان ببني مكادة… أزبالٌ تُنذر بأزمة بيئية أمام صمتٍ رسمي

في مشهد يثير الكثير من الاستياء، يستمر مشكل تراكم الأزبال بشكل فاضح على مستوى شارع مولاي سليمان، القلب النابض لمنطقة بني مكادة بطنجة، دون أن تبادر الجهات المعنية بأي تدخل فعلي لوقف هذا العبث البيئي الذي يسيء لصورة المدينة وساكنتها. الوضع يزداد خطورة حين نعلم أن هذا التراكم الكارثي للنفايات يحدث أمام الباب الرئيسي لمستشفى الرازي، المؤسسة الصحية التي تستقبل يوميًا المئات من المرضى والزوار، وعلى مقربة مباشرة من محطة طاكسيات تعرف اكتظاظًا دائمًا وحركية كبيرة في هذا المحور الحيوي.

الروائح الكريهة، منظر الأكياس الممزقة، والحشرات المتناثرة، أصبحت مشاهد مألوفة في هذا المكان الذي يُفترض أن يكون واجهة لائقة لمدينة تتحدث عن أفق 2030 وتحلم بمكانة رائدة ضمن كبريات الحواضر المغربية. ورغم الشكايات العديدة التي وجهها المواطنون والفعاليات الجمعوية، فإن الوضع لا يزال على حاله، بل يزداد سوءًا في ظل غياب أي توضيحات من طرف السلطات أو الجهات المفوض لها تدبير قطاع النظافة.

ما يقع اليوم بشارع مولاي سليمان لا يمكن اعتباره مجرد تقصير عرضي، بل هو مؤشر صارخ على خلل عميق في آليات التدبير الحضري، وعلى غياب الحس بالمسؤولية لدى بعض الجهات المفروض أن تضمن الحد الأدنى من شروط النظافة والصحة والسلامة العامة. وإذا كانت طنجة قد قطعت أشواطًا مهمة في مشاريع التهيئة والبنية التحتية، فإن استمرار مثل هذه “النقط السوداء” ينسف كل مجهودات التقدم والتنمية.

وأمام هذا الوضع المزري، يرفع سكان بني مكادة صوتهم عاليًا مطالبين السيد والي جهة طنجة تطوان الحسيمة بالتدخل العاجل والضغط على الجهات المعنية قصد رفع هذا الضرر البيئي والصحي، ووضع حد لهذا المشهد الذي لا يليق بمدينة لها من التاريخ والرمزية ما يجعلها تستحق بيئة نظيفة ومساحات عمومية محترمة.

إن طنجة التي نحلم بها جميعًا لا يمكن أن تتعايش مع مناظر الأزبال أمام المستشفيات، ولا يمكن أن تبني مستقبلها البيئي والاقتصادي وهي تعاني من مثل هذه المشاهد التي تنفر الزوار وتجرح كرامة المواطن. فهل من مجيب؟

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق