دوري إفريقيا لكرة السلة (BAL)…عندما تصنع التفاصيل الفارق

هيئة التحرير7 أبريل 2025آخر تحديث :
دوري إفريقيا لكرة السلة (BAL)…عندما تصنع التفاصيل الفارق

القنيطرة / نزار محمد شاش

وسط زخم البطولات الرياضية العالمية، يبرز دوري إفريقيا لكرة السلة (BAL) كأنموذج إفريقي رائد يجمع بين الاحترافية العالية، والإنتاج الإعلامي المتقن، والتسويق الذكي، مما جعله يحجز مكانته بين أبرز التظاهرات الرياضية على مستوى القارة السمراء، بل ويضاهي في جوانب كثيرة ما نراه في الدوري الأميركي للمحترفين (NBA).

الشيء اللافت في هذه التظاهرة ليس فقط جودة الأداء داخل رقعة الملعب، بل الإبهار البصري والتقني الذي يرافق كل مباراة، من حيث الإخراج، وزوايا التصوير، والإنارة، والتصميمات البصرية (KV)، والديكور العام للقاعة، ناهيك عن جودة الحوارات واللقطات الفوتوغرافية التي تُنشر مباشرة بعد نهاية المباريات على المنصات الرسمية للدوري بجودة تضاهي كبرى الدوريات العالمية.

حضور الشركاء والمستشهرين… وغياب مغربي غير مبرر

ما يثير الانتباه هو الغياب التام لأي مستشهر مغربي ضمن قائمة الرعاة أو ضمن لوحات الإعلانات التلفزية، رغم أن الدوري يُبث لجمهور نخبوي وواسع من عشاق اللعبة. هذه الفُرصة الذهبية للترويج للعلامات التجارية المغربية ضاعت في صمت، رغم الجاهزية التقنية والمهنية التي يتمتع بها الدوري.

الفرق في التفاصيل وليس في الإمكانيات

من خلال تتبع مجريات الدوري، يتأكد للمتابع أن الفارق بيننا وبين مثل هذه التظاهرات لا يكمن في غياب التجهيزات أو الكفاءات، بل في غياب ثقافة التفاصيل والانضباط للتصور التقني والإعلامي. عدد من الفنيين المغاربة اشتغلوا بالفعل في BAL، وأبانوا عن كفاءة عالية، لكن حين يتعلق الأمر بتنظيم تظاهرات وطنية، تظهر عراقيل متعددة: فهْمة زائدة من بعض المسؤولين عن التسويق، تغييب دفتر التحملات، ضعف الموارد البشرية، وضغط المستشهرين الذين يفرضون وصايتهم على أدق التفاصيل، لا لشيء سوى أنهم يساهمون بجزء من الميزانية.

في ظل هذه الوضعية، يجد التقني نفسه مجرد منفّذ، أو كما يُقال “عبد مأمور”، وتتحول التظاهرة الرياضية إلى ما يشبه الأعراس التقليدية، تُقام كيفما اتفق دون رؤية ولا روح.

أزمة عقلية تنظيمية لا موارد

إن أكبر التحديات التي تواجه الرياضة المغربية في تنظيم تظاهرات احترافية لا ترتبط بندرة الإمكانيات، بل بضعف الثقافة التنظيمية، وغياب الانضباط في تنفيذ التصورات التقنية، ورفض إسناد الأمور لأهل الاختصاص. نحتاج إلى ثورة هادئة في عقلية التسويق الرياضي، وتكريس مبدأ احترام التفاصيل، لأنها وحدها القادرة على خلق منتج يليق بمستوى الطموح، ويستحق أن يحمل شعار المغرب.

 

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق