في الوقت الذي تحولت فيه المدينة القديمة بسلا إلى وجهة سياحية متميزة بفضل مشروع الترميم الذي أضفى عليها رونقًا جديدًا، لا تزال بعض النقاط السوداء تُشوّه المشهد العام. إحدى أبرز هذه النقاط هي الخربة الواقعة بحي البليدة، وتحديدًا في زنقة الحاج محمد المير، التي أصبحت بؤرة للمشاكل البيئية والصحية، مما يشكّل تهديدًا مباشرًا للساكنة، وينعكس سلبًا على جمال المكان.
وتُعتبر الخربة مصدرًا مستمرًا للإزعاج والقلق لسكان حي البليدة. حيث تحولت هذه البقعة المهجورة إلى ملاذ للفئران والحشرات الضارة، في ظل تراكم أكوام الحجارة والنفايات. هذا الوضع لا يُهدد الصحة العامة للسكان فحسب، بل يُفسد أيضًا المظهر الجمالي للحي، خاصة أن الموقع يندرج ضمن النطاق المستهدف من مشروع الترميم الشامل للمدينة القديمة.
ومشروع ترميم المدينة القديمة بسلا، الذي أثنى عليه الجميع، أعاد الحياة إلى الكثير من الأزقة والدروب العتيقة. إلا أن وجود خربات مهملة كنقطة زنقة الحاج محمد المير، يُبرز قصورًا في التخطيط والتنفيذ. فالنجاح الكامل لهذا المشروع يتطلب معالجة شاملة لكل البؤر السوداء التي تُشوّه صورة المدينة وتُعيق تحقيق رؤية متكاملة لترميم
ورغم الشكاوى المتكررة التي رفعها سكان زنقة الحاج محمد المير إلى السلطات المحلية، إلا أن الوضع لم يتغير. يصف السكان الوضع بالمؤسف، حيث يرون أن إهمال هذه الخربة يُعرّض صحتهم للخطر ويُهدد سلامة أطفالهم، في وقت كانوا ينتظرون فيه أن يكون مشروع الترميم فرصة لتغيير شامل يُحسن ظروفهم المعيشية.
من هذا المنبر، نوجه نداءً مستعجلًا إلى السلطات المحلية بمدينة سلا للتدخل الفوري لحل هذه المشكلة التي باتت تؤرق سكان حي البليدة. إزالة هذه الخربة أو إعادة تأهيلها لا يقتصر على تحسين ظروف الساكنة فقط، بل يُساهم في استكمال أهداف مشروع الترميم وإبراز المدينة القديمة بسلا كوجهة تراثية راقية.
مدينة سلا بتاريخها العريق وجمالها التاريخي تستحق عناية أكبر، ومعالجة المشاكل البيئية والنقاط السوداء هي خطوة حتمية للحفاظ على هذا الموروث. إن نجاح مشروع الترميم لا يُقاس فقط بالجوانب الجمالية، بل أيضًا بمدى تحسين حياة السكان وحماية بيئتهم. ويبقى الأمل معقودًا على إرادة السلطات المحلية لاتخاذ إجراءات عاجلة تعكس طموحات سكان المدينة.