القنيطرة / مدير التحرير عبدالحق الدرمامي
في زمن تكثر فيه التحديات وتتفاقم الأزمات، تبقى بعض المواقف شاهدة على معدن الرجال والنساء الذين نذروا أنفسهم لخدمة الإنسان، لا لشيء سوى لأن ضمائرهم لا تقبل إلا العطاء. ومن بين هؤلاء، أولئك الذين ينتسبون إلى أسرة الصحة، الذين لا يترددون لحظة في مواجهة الطوارئ مهما كان التوقيت أو الظرف.
إن الرسالة التي وجهها مدير المستشفى الإقليمي بالقنيطرة، بتاريخ 6 ماي 2025، لطاقم المركز الاستشفائي عبد الغني بن مسعود الزموري، ليست مجرد شهادة إدارية، بل وثيقة إنسانية بامتياز، تُدوِّن لحظة نُكران الذات والعمل الجماعي المنسجم، في سبيل إنقاذ أرواح احتاجت إلى عناية عاجلة. لقد تجلت مهنية الأطقم الطبية والتمريضية والإدارية في أجلى صورها، عندما تكاملت أدوارهم في التدخل السريع، والرعاية الفعالة، والتنظيم الإداري الذي صنع الفرق.
هذه الكلمات ليست مجاملة، بل هي امتنان موثق لكل من ارتدى وزرة بيضاء أو ساهم بصمت في لحظة فارقة، جعلت من المستشفى ليس مجرد بناية، بل قلعة أمل. وما أحوجنا اليوم إلى أن نسلط الضوء على مثل هذه المواقف، حتى نعيد الاعتبار لجنود الصحة الذين يعملون في صمت، ويقدمون تضحيات قلّ أن تُروى.
فلنرفع القبعة لكل من اختار طريق العطاء، ولنجعل من الشكر ثقافة دائمة، لا تظهر فقط في لحظات الأزمة، بل تترسخ في وعينا المجتمعي تقديرًا للضمير المهني الحي.
معًا من أجل مجتمع يكرم مَن يخدمه.
