نزار محمد شاش / القنيطرة
في تطور لافت أثار اهتمام عشاق كرة القدم، خرج الحكم النرويجي توم هينينغ أوفريبو، الذي أدار المباراة الشهيرة بين تشيلسي وبرشلونة في نصف نهائي دوري أبطال أوروبا عام 2009، ليقدم اعتذاره عن بعض القرارات التحكيمية التي اتخذها خلال اللقاء. المباراة التي أقيمت على ملعب ستامفورد بريدج لا تزال محفورة في الذاكرة الرياضية، نظرًا لما شهدته من دراما وتحكيم مثير للجدل.
المواجهة التي انتهت بتعادل الفريقين 1-1 وتأهل برشلونة بفضل قاعدة الهدف خارج الأرض، تسببت في موجة غضب عارمة من جانب جماهير ولاعبي تشيلسي، الذين شعروا بأن فريقهم تعرض للظلم بعد تجاهل الحكم احتساب عدد من ركلات الجزاء الواضحة لصالحهم. تلك القرارات أثرت بشكل مباشر على مجريات المباراة، ومنحت برشلونة فرصة الوصول إلى النهائي، حيث توّج لاحقًا باللقب على حساب مانشستر يونايتد.
اعتراف متأخر يعيد الجدل إلى السطح
في مقابلة حديثة، أقر أوفريبو بأنه لم يكن في أفضل حالاته تلك الليلة، وأعرب عن أسفه لبعض القرارات التي اتخذها. رغم أن التصريحات جاءت بعد مرور أكثر من 15 عامًا، إلا أنها أعادت إشعال النقاش حول تلك المباراة التي وصفها البعض بأنها “واحدة من أكثر المباريات إثارة للجدل في تاريخ كرة القدم”.
هذا الاعتراف دفع مشجعي تشيلسي إلى استرجاع ذكريات مريرة، حيث اعتبروا أن فريقهم كان على أعتاب تحقيق إنجاز أوروبي تاريخي لولا الأخطاء التحكيمية التي حرمتهم من التتويج. في المقابل، رأى مشجعو برشلونة أن تلك المباراة مجرد جزء من سلسلة إنجازات الفريق الذي حقق السداسية التاريخية في ذلك الموسم تحت قيادة المدرب بيب غوارديولا.
تأثير مستمر على كرة القدم
الحكم أوفريبو الذي تعرض لتهديدات وإساءات شديدة بعد المباراة، أكد أنه لم يتعمد الإضرار بأي فريق، مشيرًا إلى أن قرارات الحكام قد تكون أحيانًا غير مثالية، خاصة في مثل هذه المباريات الحاسمة. ورغم التطورات التقنية الحديثة، مثل تقنية حكم الفيديو المساعد (VAR)، إلا أن جدل تلك المباراة يبقى تذكيرًا بأهمية التحكيم في تحديد مصير البطولات.
إعادة الاعتذار أعادت الجدل حول ما إذا كان برشلونة قد استفاد بشكل غير عادل في تلك المباراة، حيث يرى البعض أن تلك الليلة كانت بمثابة نقطة تحول كبيرة في تاريخ الفريق الكتالوني، ومهدت الطريق لهيمنته على الكرة الأوروبية في السنوات اللاحقة.
بين الندم والغضب: ذاكرة لا تمحى
رغم مرور السنوات، تبقى مباراة تشيلسي وبرشلونة 2009 جزءًا لا يُنسى من تاريخ دوري أبطال أوروبا، وواحدة من أكثر اللحظات إثارة للانقسام بين جماهير كرة القدم. الاعتذار الذي جاء متأخرًا قد لا يمحو شعور الظلم الذي عاشه مشجعو تشيلسي، لكنه يسلط الضوء على الأثر العميق الذي يمكن أن تتركه قرارات الحكام على اللعبة الأكثر شعبية في العالم.