تيفلت / نزار محمد شاش
في جو من الاعتراف والعرفان، شهدت مدينة تيفلت مساء السبت 10 ماي 2025، حفلاً تكريميًا مميزًا نظّمته جمعية الجالية المغربية المقيمة بالخارج – فرع تيفلت، على شرف الرعيل الأول من المهاجرين التيفلتيين الذين حملوا همّ الغربة وحلم الوطن منذ ستينيات القرن الماضي.
وأقيم الحفل بمقر الجمعية وسط المدينة، حيث حضر عدد من أفراد الجالية المغربية المقيمة بأوروبا، إلى جانب فاعلين جمعويين، أساتذة، طلبة، وتلاميذ، في لحظة إنسانية استثنائية توجّت مسار أجيال أسهمت في بناء بلدان الاستقبال، دون أن تنفصل يومًا عن انتمائها العميق للوطن الأم، المغرب.
استُهلّ الحفل بتلاوة آيات بينات من الذكر الحكيم وقراءة الفاتحة ترحّمًا على أرواح المهاجرين الراحلين، تلاها كلمة ترحيبية للسيد الحسين الزياني، نائب رئيس الجمعية، عبّر فيها عن سعادته بهذا الموعد النبيل الذي يستحضر تاريخًا من الكفاح والعمل والتشبث بالهوية.
وتضمن البرنامج عرض شريط وثائقي يسلط الضوء على تضحيات وإنجازات الجيل الأول من المهاجرين، والذين كانوا مثالًا للاندماج الناجح في المجتمعات الأوروبية، دون التفريط في روابطهم المتينة بالمغرب، ثقافة ووجدانًا.
كما قدّم رئيس الجمعية، السيد محمد الداودي، كلمة تعريفية بأهداف الجمعية وأنشطتها، مبرزًا دورها في تعزيز الروابط بين الجالية ومدينة تيفلت، واختتم كلمته بإلقاء قصيدة وطنية مفعمة بالحب والولاء للأمير الجليل مولاي الحسن، بمناسبة عيد ميلاده.
وتخللت الأمسية وصلات موسيقية أطربت الحضور، قبل أن تُختتم بتوزيع شهادات تقديرية على ثلة من المهاجرين من الجيلين الأول والثاني، إضافة إلى تكريم خاص لعنصرين من رجال الأمن المتقاعدين، اعترافًا بخدماتهم وتفانيهم في خدمة الصالح العام.
وقد نالت هذه المبادرة استحسان الحاضرين، الذين عبّروا عن شكرهم وامتنانهم لأعضاء المكتب المسير للجمعية، على هذا الالتفات الإنساني النبيل الذي يكرّس ثقافة الاعتراف ويعيد الاعتبار لمسار طويل من التضحية.