في حي عرفان 2 بمنطقة بوخالف، طنجة، تتكرر مشاهد الفوضى بشكل يومي، رغم الوعود المتكررة بالحزم والتنظيم. حملة تمر، ثم سرعان ما تخفت، لتعود الفوضى أكثر تجذرًا:
الاحتلال العشوائي للأرصفة، انتشار الباعة الجائلين، وأصحاب المحلات الذين يحوّلون ممرات الراجلين إلى فضاءات خاصة بهم.
المواطن البسيط – المشاة، النساء، الأطفال، كبار السن – يُجبرون على النزول إلى الشارع لتفادي الأرصفة المحتلة، في مشهد لا يليق بمدينة تُعدّ من بوابات المغرب السياحية والاقتصادية.
المقلق أن السلطة المحلية تبدو وكأنها تفتقر إلى خطة علمية ومنهجية لمعالجة هذه الظاهرة. ما يحدث لا يتجاوز حملات موسمية تُطلق فقط عندما تكثر الشكاوى أو يرتفع الضغط الإعلامي، ثم تنتهي بانتهاء الاهتمام اللحظي، وتعود الأمور إلى سابق عهدها، بل أحيانًا أسوأ.
نحن لا نعارض كسب القوت، ولا نرفض التعايش في فضاءات حضرية يتقاسمها الجميع، ولكن لا تنمية بلا قانون، ولا حق في المدينة دون احترام للفضاء العام. نريد تنظيمًا عادلاً، حلولًا حقيقية، تشاورًا مجتمعيًا، وإرادة سياسية تضع كرامة المواطن في صلب أولوياتها.
هل نحتاج إلى كاميرات الصحافة الأجنبية لتتحرك السلطات؟
أم أن صوت المواطن لا يُسمع إلا إذا صاح من أعلى منبر؟
بوخالف، طنجة، المغرب… كلها تستحق الأفضل.