نزار محمد شاش /القنيطرة
بعد مرحلة عصيبة من النتائج المتواضعة والهزائم المتتالية، كان آخرها الخسارة المؤلمة أمام أولمبيك الدشيرة بسداسية، قررت إدارة النادي الرياضي القنيطري لكرة القدم اتخاذ قرار حاسم بإنهاء عقد المدرب البلجيكي باتريك. وجاء هذا القرار استجابة لضغوط الجماهير والإعلام، الذين طالبوا بتغيير حقيقي يعيد للفريق بريقه المفقود. في هذا السياق، أعلنت إدارة النادي عن خطوة جريئة تمثلت في التعاقد مع المدرب الوطني المحنك، منير الجعواني، الذي يحمل في جعبته تاريخًا مشرفًا مع “الكاك” ومع فرق أخرى.
منير الجعواني، الذي يُعتبر أحد أبرز الأسماء القنيطرية في كرة القدم المغربية، سبق أن قاد النادي الرياضي القنيطري إلى الصعود للقسم الوطني الأول في موسم 2006/2007، ليترك بصمة واضحة في مسيرة الفريق. ولا ينسى عشاق “الكاك” اللحظات المثيرة التي عاشها الفريق تحت قيادته، حيث تمكّن من بناء فريق متماسك يتميز بروح قتالية عالية.
تجربة الجعواني لم تتوقف عند النادي الرياضي القنيطري، بل برزت أكثر عندما قاد نادي نهضة بركان إلى المجد بتحقيق أول لقب لكأس العرش في تاريخ النادي. لم يكتفِ بذلك، بل وصل مع الفريق البركاني إلى نهائي كأس الاتحاد الإفريقي في مواجهة الزمالك المصري، والتي خسرها الفريق بصعوبة بالغة بسبب قرارات تحكيمية كانت محل جدل واسع.
الجماهير القنيطرية تعرف منير الجعواني كلاعب ومدرب يتميز بروح القيادة والشغف الكبير بالميدان، وقد اشتهر باندفاعه وتفاعله الشديد على مقاعد البدلاء، مما جعله يُلقب بـ”سيميوني المغرب” لقدرته على تحفيز لاعبيه وبث الحماس في الفريق. هذا الأسلوب جعله أحد المدربين الأكثر إثارة على الساحة الوطنية، ومع عودته إلى “الكاك”، تتزايد الآمال في استعادة الفريق لمكانته بين الكبار.
عودة منير الجعواني إلى قيادة النادي الرياضي القنيطري تعني الكثير لجماهير الفريق التي عانت من خيبة الأمل في المواسم الأخيرة. يترقب المتتبعون أولى خطواته على أرضية الملعب، وسط تطلعات إلى تحسين أداء الفريق وإعادة بناء روحه القتالية التي عُرف بها. النادي يعوّل على خبرة المدرب وقدرته على استغلال الطاقات الشابة في الفريق، وتوجيه اللاعبين نحو تحقيق النتائج الإيجابية.
الجعواني لا يخفي حماسه الكبير للعودة إلى بيته القديم، مؤكدًا على أهمية هذه الفرصة لإعادة إحياء أمجاد النادي وإسعاد جماهيره المتعطشة للانتصارات. ومع هذا التعيين، يكون النادي الرياضي القنيطري قد اتخذ خطوة مهمة نحو الاستقرار الفني، ليبقى السؤال الأهم: هل سيتمكن منير الجعواني من تحقيق الطموحات وإعادة الفريق إلى أجواء المنافسة القوية في القسم الوطني الأول؟
الجماهير القنيطرية تُمني النفس بأن تكون عودة “ابن الدار” منير الجعواني نقطة تحول في تاريخ النادي، وأن تساهم هذه الخطوة في إعادة بناء فريق قادر على مقارعة الأندية الكبرى واستعادة مكانته بين الكبار. المشوار يبدو طويلاً، لكن البداية مشجعة بوجود مدرب يعرف النادي جيدًا، ويمتلك كل ما يلزم من خبرة وشغف لتحقيق النجاح.
كل الأنظار الآن تتجه إلى الملاعب، بانتظار انطلاق مرحلة جديدة تحت قيادة المدرب الجديد، وسط أجواء من التفاؤل.