القنيطرة / نزار محمد شاش
أثار حفل التكريم الذي نظمه فرع حزب الاستقلال بمدينة تيفلت استياءً واسعًا في صفوف مناضلي الحزب، بعدما تم تجاهل أحد أبرز وجوهه، الإطار عبد الحق الطوصي، الذي أفنى حياته في خدمة الحزب ومبادئه.
وقال الخميس محمد الإدريسي، الكاتب المحلي لفرع الحزب، إن “الفرع حديث التأسيس أبى إلا أن يكرم بعض المناضلين القدامى اعترافًا بتضحياتهم ونضالهم”، غير أن هذا التكريم حمل في طياته مفارقة صادمة، إذ لم يشمل أحد أكثر الاستقلاليين إخلاصًا وتفانيًا، عبد الحق الطوصي، الذي ظل ثابتًا على مواقفه ولم يبدل جلده كما فعل البعض.
لأكثر من عقود، كان الطوصي رمزًا للاستقامة السياسية والتزام المبادئ، لا يسعى وراء المناصب ولا يبحث عن الأضواء، بل كرس حياته لنصرة المستضعفين والدفاع عن القيم التي تأسس عليها الحزب. وبالرغم من هذه المسيرة النضالية المشرفة، تم إقصاؤه من قائمة المكرَّمين في ليلة كان يُفترض أن تكون تكريمًا للأوفياء لا مناسبةً لتصفية الحسابات أو تحقيق توازنات ظرفية.
إن ما جرى يثير تساؤلات مشروعة حول معايير الوفاء والتقدير داخل الحزب. فهل أصبح الوفاء مجرد شعار يُرفع عند الحاجة؟ وهل بات التكريم وسيلة لإرضاء أطراف معينة بدلاً من أن يكون اعترافًا حقيقيًا بالمجهودات الصادقة؟
إن تجاهل عبد الحق الطوصي يعكس خللًا في منظومة التقدير داخل الحزب، ويطرح أكثر من علامة استفهام حول مدى احترام المبادئ التي طالما نادى بها. فالحزب الذي لا يُكرم أبناءه المخلصين، ويغفل عن إنجازاتهم، يغامر بفقدان هويته وقيمه.
إن الوفاء والعرفان يفقدان معناهما عندما يتحولان إلى مجرد إجراءات بروتوكولية، تُوزَّع فيها شهادات التقدير بناءً على اعتبارات غير موضوعية. وما لم يُعَد النظر في معايير التكريم والاعتراف بالجميل، فإن هذه المناسبات ستظل مجرد احتفالات جوفاء لا تعكس حقيقة النضال ولا تحفظ كرامة المناضلين.
فهل سيعيد حزب الاستقلال بتيفلت النظر في معايير تكريمه، ويمنح لكل ذي حق حقه؟ أم أن المناضلين الحقيقيين سيظلون مجرد أرقامٍ منسية في ذاكرة الحزب؟