البروفيسور الحفياني.. نموذج في المسؤولية والانفتاح خلال أزمة اختناق العاملات بإحدى شركات الكابلاج

هيئة التحرير6 مايو 2025آخر تحديث :
البروفيسور الحفياني.. نموذج في المسؤولية والانفتاح خلال أزمة اختناق العاملات بإحدى شركات الكابلاج

القنيطرة / عبدالحق الدرمامي

ليلة استثنائية عاشتها مدينة القنيطرة، وبالضبط بمنطقة أولاد بورحمة، إثر تعرض أزيد من 100 عاملة باختناق جماعي داخل معمل للكابلاج، ما استدعى تعبئة طارئة واستثنائية لمختلف الأطقم الطبية والأمنية، في مشهد اختُبر فيه مستوى الجاهزية والتدبير المهني للمؤسسات الصحية والأمنية بالمدينة.

وفي قلب هذا المشهد، برز اسم البروفيسور الحفياني، مدير المستشفى الزموري، كرمز للمسؤولية والانفتاح. فبعيدًا عن المكاتب المكيفة، اختار المدير الشاب أن يكون في الميدان، مواكبًا تفاصيل الحدث لحظة بلحظة، وساهرًا على تقديم الدعم للأطر الطبية، ومتابعة الحالات الوافدة بعين القرب والإنصات.

مستشفى الزموري.. خلية نحل لا تهدأ

شهد المستشفى ليلة من الاستنفار غير المسبوق، حيث تم استقبال عدد كبير من العاملات المصابات بحالات اختناق متفاوتة الخطورة. وتحوّل قسم المستعجلات إلى خلية نحل، عمل فيها الأطباء والممرضون بتنسيق عالٍ وتضامن واضح، في ظل ضغط كبير تطلب تدبيرًا محكمًا وتنظيمًا صارمًا.

وقد ساهم تواجد البروفيسور الحفياني إلى جانب الأطقم في بث نوع من الطمأنينة والثقة، حيث عبّر العديد من المرافقين عن ارتياحهم لحسن الاستقبال والمعاملة، مؤكدين أن الحضور الفعلي للمسؤول الأول عن المستشفى شكل فارقًا حقيقيًا في إدارة الأزمة.

تنسيق أمني محكم وتنظيم مسؤول

من جهتها، لعبت عناصر الأمن الوطني دورًا مهمًا في تأمين محيط المستشفى، وضبط حركة السير، وتسهيل ولوج سيارات الإسعاف، ومنع أي اكتظاظ من شأنه تعطيل عمل الطواقم الطبية.

أما حراس الأمن الخاص، فقد حرصوا على تنظيم عملية الولوج إلى أقسام الاستعجالات، وضمان مرور الحالات المستعجلة بشكل سلس، ما ساعد في الحفاظ على جو مهني داخل المرفق الصحي.

رئيس الشؤون العامة.. وجه إنساني في قلب الحدث

بدوره، كان السيد كلاي، رئيس الشؤون العامة بالمستشفى، حاضرًا بقوة في الميدان، حيث تنقل بين المرافق المختلفة، وتكلف بالتواصل المباشر مع عائلات العاملات، مطمئنًا ومواكبًا، في تجسيد صادق لقيم الإنصات والتضامن الإنساني.

نموذج يجب أن يُحتذى

ما حدث ليلة أمس، رغم قساوته، أظهر أن مؤسساتنا قادرة على الاستجابة الطارئة متى توفرت الإرادة والروح المهنية. وقدّم البروفيسور الحفياني، رفقة أطقم المستشفى، نموذجًا يُحتذى في التسيير والانفتاح والتواصل، يعيد الثقة في المرفق الصحي العمومي، ويجعل من المسؤولية قيمة حية، لا شعارًا يُرفع.

ويبقى التحدي اليوم، ليس فقط في علاج آثار الحادث، بل في فتح تحقيق جاد حول ظروف العمل داخل معمل الكابلاج، وضمان كرامة وسلامة العاملات، اللواتي يشكلن القلب النابض لصناعاتنا الوطنية

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق