إلترا”حلالة”..رسالة احتجاج في غياب الآذان الصاغية

هيئة التحرير16 مارس 2025آخر تحديث :
إلترا”حلالة”..رسالة احتجاج في غياب الآذان الصاغية

القنيطرة / محمد نزار شاش
تُعد الجماهير الرياضية القلب النابض لأي منظومة كروية، فهي ليست مجرد متفرج يُضفي الحيوية على المدرجات، بل شريك أساسي في تطوير اللعبة، وحارس أمين على قيمها ومبادئها. ومع ذلك، يبدو أن بعض الجهات المسؤولة لا تزال ترفض الاعتراف بهذه الحقيقة، وتصرّ على التعامل مع الجمهور كمصدر إزعاج بدل كونه رافعة أساسية للنهوض بكرة القدم.

مناسبة هذا الحديث، ما جرى اليوم داخل أسوار الملعب البلدي بالقنيطرة، حيث اصطدمت مبادرة فصيل “إلترا حلالة بويز” بسدّ من الرفض والمنع. كان الهدف واضحًا: ضبط عملية ولوج الجماهير إلى المدرجات، والمساهمة في “غربلة” الفضاء من العناصر التي تحاول إفساد متعة كرة القدم، سواء عبر العنف أو الفوضى أو حمل الأسلحة البيضاء. غير أن هذه المبادرة، التي تعكس وعياً مسؤولاً من طرف المجموعة، لم تلقَ الترحيب المنتظر من الجهات المنظمة.

منطق الرفض غير المبرر
المسؤولون لم يقدّموا أي تفسير منطقي لرفضهم إشراك “حلالة بويز” في تأمين الفضاء المدرّجاتي، وكأنهم يفضلون بقاء الأمور على حالها، حيث يستمر بعض المنحرفين في استغلال الملاعب لنشر الفوضى، في حين تبقى الجماهير الحقيقية مجرّدة من أي دور في حماية سمعة فريقها. لم يكن المطلوب أن تحلّ الألتراس محل السلطات الأمنية أو أن تتجاوز صلاحيات أي جهة، بل فقط أن تساهم في تنظيف محيطها من الدخلاء الذين يتسللون إلى المدرجات، فيُفسدون الأجواء، ويشوهون صورة النادي والمدينة.

قرار المقاطعة.. رسالة في الاتجاه الصحيح
ردّ فعل الفصيل لم يتأخر، حيث قررت “حلالة بويز” مقاطعة مباراة النادي القنيطري ضد أولمبيك الدشيرة، تعبيرًا عن رفضها لسياسة الإقصاء التي تتعرض لها. كان هذا القرار رسالة احتجاج واضحة، مفادها أن الجماهير الواعية لن تقبل أن يتم تهميشها، وأن رفض مبادراتها الإصلاحية لن يثنيها عن النضال من أجل مدرجات نظيفة، خالية من العنف والفوضى.

هل يستوعب المسؤولون الدرس؟
ما حدث اليوم ليس سوى حلقة جديدة في مسلسل العلاقة المضطربة بين الجماهير والمسؤولين. لكن السؤال الذي يطرح نفسه: إلى متى ستستمر هذه القطيعة؟ وهل يدرك القائمون على الشأن الكروي أن الجمهور هو الضامن الأول لاستمرار اللعبة؟ الأكيد أن أي منظومة كروية تسعى إلى التطور، لا يمكنها أن تنجح دون جمهور واعٍ ومُسْتَمعٍ له، لأن الكرة تُلعب من أجلهم، ومن دونهم تصبح المدرجات بلا روح والملاعب بلا معنى.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق