في تجليات بهية للاحتفاء بالقيم الوطنية، وتخليدا لمناسبات تحمل الكثير من روح الفخر والوفاء، عاشت مدينة طنجة ليلة 30 يوليوز 2025 حدثًا فنيا ووطنيا آخر، حيث التأم عشرات الآلاف من سكان طنجة وزوارها في الليلة الثالثة من ليالي “مهرجان صيف طنجة الكبرى الدولي”، في نسخته الرابعة.
وتميزت هذه الليلة باستضافة المهرجان لنخبة من مشاهير الفن بالمملكة، حيث صدحت فضاءات “باب المرصى”، حيث يقام المهرجان، بأصوات شجية لمطربات ومطربين مثل محمد العسري وعبد الله البياتي وأيوب الحومي البياتي ولطيفة رأفت.
وقدم فنانات وفنانو الليلة الثالثة من المهرجان، الذي تنظمه مؤسسة طنجة الكبرى للعمل التربوي والثقافي والاجتماعي والرياضي، باقة من الأغاني الخالدة، من بينها مجموعة من الأغاني الوطنية الراسخة في الأذهان والذاكرة، والتي رددها الجمهور العريض بمزيج من الحماس والحبور.
وافتتحت الليلة الثالثة من مهرجان صيف طنجة الكبرى الدولي باستعراض مبهر قدمته فرقة Circus Family، تحت عنوان “المواطنة وحب المغرب”، حيث امتزجت مهارات الأداء بالرموز الوطنية، في لوحات فنية مدهشة تعكس قيم التلاحم الأبدي بين العرش والشعب.
موسيقى تروي حكاية الانتماء
وتوالت اللحظات الفنية الراقية، فكان الموعد مع نجم الأغنية الشبابية أيوب الحومي، الذي أطرب الحضور بأغانٍ نابضة بالحياة.
بعدها قدم الفنان المبدع، عبد الله البياتي، مجموعة من الأغاني الكلاسيكية الخالدة، بصوت أطرب الجمهور الغفير الذي حج إلى ساحة “باب المرصى”، التي صارت محجا يوميا لجمهور عريض خلال أيام المهرجان.
من جهته، أخذ الفنان محمد العسري جمهور المهرجان في رحلة موسيقية مغربية أصيلة، امتزج فيها مقام الشكوري مع إيقاعات التراث الشعبي، وتعالت الزغاريد، وكأن طنجة بأكملها تعزف لحن الوفاء لعرشها المجيد.
ختامها ديفا… ونشيد الخلود
واختُتمت الأمسية الطربية الرائقة بجوهرة الأغنية المغربية، لطيفة رأفت، التي أبدعت، كعادتها، في أداء مجموعة من الأغاني الوطنية الخالدة، فكان ختامًا في مستوى اللحظة، وذروة فنية تليق بروح المناسبة ورمزية الاحتفال.
مؤسسة طنجة الكبرى.. عنوان الوفاء والعطاء
نجاح هذا الحفل المتفرد لم يكن ليُكتب لولا الرؤية النبيلة والعمل المتواصل لـمؤسسة طنجة الكبرى للعمل التربوي والثقافي والاجتماعي والرياضي، التي كرّست جهودها لإنجاح هذا العرس الوطني، وأكدت مرّة أخرى التزامها التام بالرسالة التربوية والوطنية، من خلال تنظيم فعاليات نوعية تُجسد ارتباط المغاربة بملكهم ووطنهم وتاريخهم.
برقية ولاء وإخلاص
وفي لحظة مليئة بالقيم الوطنية، رفعت مؤسسة طنجة الكبرى برقية ولاء وإخلاص إلى السدة العالية بالله، صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، معبّرة فيها، باسم كل أطرها وشركائها وكل الحاضرين، عن أسمى عبارات الوفاء، وأصدق مشاعر المحبة والولاء، والدعاء الصادق لجلالته بموفور الصحة وطول العمر، وأن يقرّ عينه بولي عهده المحبوب صاحب السمو الملكي الأمير مولاي الحسن، ويشدّ عضده بشقيقه صاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد، وسائر أفراد الأسرة الملكية الشريفة.
طنجة تجدد العهد
ليلة 30 يوليوز 2025 كانت أكثر من مجرد احتفال، كانت أيقونة لترجمة مشاعر الاحتفاء والوفاء المتبادل بين العرش والشعب.