ملعب طنجة الكبير يعود بحلة عالمية استعدادًا لمونديال 2030

هيئة التحرير14 نوفمبر 2025آخر تحديث :
ملعب طنجة الكبير يعود بحلة عالمية استعدادًا لمونديال 2030

بعد أشهر طويلة من الأشغال الضخمة التي شملت توسعة وإعادة تأهيل شامل لملعب طنجة الكبير، تستقبل المدينة اليوم الجمعة أول اختبار فعلي لهذه المنشأة الحديثة من خلال المباراة الودية التي تجمع المنتخب الوطني بنظيره الموزمبيقي، في لحظة تحتفي بولادة واحدة من أبرز المعالم الرياضية الجديدة بالمغرب، وبنى تحتية تواكب طموحات احتضان مونديال 2030.

التجهيزات الجديدة للملعب رفعت طاقته الاستيعابية إلى 75 ألفًا و500 متفرج، ليصبح من أكبر الملاعب في القارة الإفريقية وأكثرها مطابقة لدفتر تحملات الاتحاد الدولي لكرة القدم، ما يضعه ضمن المنشآت القادرة على استقبال أرقى التظاهرات العالمية. ويقع الملعب في قلب القرية الرياضية بطنجة، الممتدة على مساحة تفوق 74 هكتارًا، والتي تجسد رؤية جلالة الملك محمد السادس في تطوير بنية رياضية حديثة توفر للمواطنين فضاءات راقية لممارسة الرياضة والاستفادة من مرافق متطورة.

المدرجات الثلاثية المستويات، المزينة بمقاعد زرقاء وبيضاء، تمنح للملعب هوية بصرية جذابة، فيما توفر منصات الضيافة وصالونات الـVIP والـVVIP تجربة فريدة للضيوف، إلى جانب 142 مقصورة مجهزة تتراوح طاقتها بين 10 و20 مقعدًا، ومنصة رئيسية تتسع لـ210 ضيفًا، ومدرج خاص بالشخصيات الهامة بسعة تصل إلى 1300 متفرج.

واعتمدت أرضية الملعب على تقنية العشب الطبيعي الهجين، التي تمزج بين العشب الطبيعي والألياف الاصطناعية، لضمان صلابة مثالية وسرعة استعادة الجودة، في انسجام تام مع أعلى المعايير العالمية واحتياجات اللاعبين التقنية والبدنية. كما تمت إضافة أربع غرف لتغيير الملابس بدلًا من غرفتين، مع تجهيز فضاءات متخصصة للتعافي والتدليك والعلاج بالتبريد، وقاعات للإحماء مجهزة بالكامل، فضلًا عن منطقة مختلطة تمتد على مساحة تفوق 500 متر مربع.

وتعزز الجانب الإعلامي بقاعات حديثة، منها قاعة مؤتمرات تتسع لـ210 صحافيًا، ومنصات خاصة بوسائل الإعلام، ومراكز تقنية للتحكم في الشاشات والواجهات الإلكترونية، في حين تم إحداث مركز مراقبة متطور مزود بحوالي 900 كاميرا لتأمين الممرات الداخلية والخارجية، مع اعتماد تقنيات حديثة للتعرف على الوجوه لضمان سلاسة الولوج وسلامة الجماهير.

ويدعم المشهد المرئي داخل الملعب وجود شاشتين عملاقتين مساحتهما 220 مترًا مربعًا لكل واحدة، إضافة إلى شاشة محيطية بطول يتجاوز 700 متر، ونظام صوتي حديث يضمن تجربة سمعية عالية الجودة، إلى جانب شاشتين إضافيتين بالقرب من أرضية الملعب. كما جرى توفير مواقف واسعة للسيارات، من بينها فضاءات مخصصة لكبار الشخصيات بسعة 400 سيارة، ومساحات تستوعب ما بين 600 و700 مركبة، إضافة إلى فضاء كبير للعموم يسع حوالي 3000 سيارة.

ولم يغفل المشروع معايير الولوجيات بالنسبة للأشخاص في وضعية إعاقة، حيث زُوّد الملعب بمصاعد ومسارات مخصصة تتيح لهم الوصول إلى جميع الطوابق بسهولة وأمان. وبينما تتلألأ إنارة الواجهة الخارجية للملعب فوق سماء طنجة ليلاً، تبدو المدينة اليوم أكثر جاهزية لاحتضان كبرى المنافسات الإفريقية والدولية، في تجسيد واضح لنهضة رياضية تتواصل ملامحها عبر مشاريع عملاقة بهذا الحجم.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق