سلا / ابراهيم بورويحية
بعد يومين من الانقطاع، عادت الأجواء الممطرة من جديد لتُنعش آمال المغاربة في موسم فلاحي جيد، وذلك بعد فترة عصيبة من شح التساقطات المطرية التي أثرت بشكل مباشر على الموارد المائية والزراعية في البلاد. هذه الأمطار تأتي كنعمة من الله عز وجل، لتنهي أزمة الإجهاد المائي التي عاشها المغرب خلال السنتين الأخيرتين.
وحسب وزارة التجهيز والماء، فقد عرفت السدود الكبرى تحسناً ملحوظاً في مخزونها المائي، مما يبعث على الارتياح ويخفف من المخاوف المتعلقة بندرة المياه. سد الوحدة، الذي يُعد الأكبر في المملكة والثاني على مستوى القارة الإفريقية بعد السد العالي في مصر، تجاوز نسبة ملء 54%، بينما سد مولاي عبد الله، الذي يُغطي حاجيات أكثر من 12 مليون نسمة، بلغ نسبة 60%. أما سد وادي المخازن، وهو من بين السدود الكبرى في البلاد، فقد تجاوز نسبة 80%، في حين أن السدود الصغرى امتلأت بالكامل، متجاوزة 100% من طاقتها الاستيعابية.
ومن بين الأخبار السارة التي جاءت بها هذه التساقطات، عودة وادي أم الربيع إلى مجراه الطبيعي بعد فترة من التراجع، وهو الذي ينبع من منطقة أمْريرت نواحي خنيفرة، ويُغذي مناطق واسعة من المغرب، بما في ذلك جهة الشاوية ومنطقة تادلة. كما يصب في سد المسيرة، الذي يُعتبر مصدراً رئيسياً للمياه لمناطق سطات، برشيد، أزمور، والدار البيضاء الكبرى.
هذه الليلة يُتوقع أن تكون ممطرة بغزارة في مناطق عديدة، تماماً كما كان الحال خلال الأسبوع الماضي، حيث سجلت المملكة تساقطات إيجابية دعمت المخزون المائي بشكل كبير. وعلى بعد 40 دقيقة فقط من الرباط، شهدت المنطقة أمطاراً عاصفية، بعد يوم كامل من الرياح القوية.
ختاماً، يتطلع المغاربة إلى موسم فلاحي يُعوّض السنوات الخمس الماضية التي عانت فيها البلاد من الجفاف. ونسأل الله أن يجعل هذه الأمطار غيثاً نافعاً لا ضرر فيه، وأن تستمر في إنعاش الأرض والمياه والزراعة، بما يعود بالنفع على الوطن والمواطن.